حروب الشرق الاوسط/ قـــــايد صالح
الجزء الثاني
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
إن تحرير فلسطين أمانة في أعناق المسلمين و المسلمات في كل بقاع
العالم فاحفضوا الأمانة و بلغوا الرسالة و بهذا أمرنا و اعلموا أن اليهود لن
يخرجوا من فلسطين و لكنهم يتجمعون فيها و سوف يأمر الله جنوده في الأرض ليقتلوهم،
هذا وعد الله و إن الله لا يخلف الميعاد.
و قبل أن ندخل في تفاصيل هذه المهمة، نذكر بأن الجزائر تم إحتلالها
يوم 05 جويلية 1830 من طرف الغزات الفرنسيين و حلفائهم و من ذلك التاريخ و هي
تقاوم الإستعمار الفرنسي من خلال الثورات التي تمت في الجزائر بقيادة الحركة
الوطنية و ختمت بثورة نوفمبر 1954
باعتبارها أم الثورات و التي هزت كيان الإستعمار و الحلفاء و الحلف الأطلسي حيث
نهض الشعب الجزائري كالعملاق في وجه الإستعمار و من معه فمن جهة فرنسا بجيوشها و
الحلف الأطلسي و الخونة و من جهة أخرى الشعب الجزائري ينادي »من مات مات شهيدا و من حي أحيى سعيدا « نعم هي
إرادة الشعوب التي هي من إرادة الله و إرادة الله لا تقهر و هكذا و بفضل الله و
الدماء الزكية و الأرواح الطاهرة لشهدائنا الأبرار رحمهم الله إنتصر الشعب
الجزائري على الغزات الفرنسيين و طردهم من حيث أتوا و هم يجرون أذيال الهزيهة و
الذل برفقة الخونة الذين باعوا أنفسهم كعبيد للإستعمار و استرجعنا دولتنا و
استقلالنا الوطني تاركين من ورائنا في ساحة المعركة ملايين الشهداء و المفقودين و
المجروحين.
إن الثورة الجزائرية مصنفة من أكبر الثورات في العالم حيث ضرب فيها
الشعب الجزائري أروع الأمثلة في التضحيات و الفداء
الصفحة الأولى :
إعداد القوات العسكرية تم في ظرف قياسي و تم تجميعها في معسكر قرب
مدينة الزرالدة الساحلية و سندت مهمة الدفاع على الشعب المصري الشقيق لقيادة أفراد
اللواء 4 و تم إستدعاء الوحدات الخاصة بزرع و نزع الألغام و وحدات العتاد و
الصيانة من مدينة بوفاريك و كل الوحدات الضرورية الأخرى لنجاح العمليات العسكرية و
كل هذا تم في أيام قلائل و بعد إتمام إكتمال النواة الأولى للمقاتلين للفيلق 24
حيث تم تجهيز المقاتلين بأفضل ما تملك الجزائر من عتاد و عدة و بعد الإنتهاء من
عمليات التحضير دقت ساعة الرحيل و كان أفراد اللواء الرابع في إنتظار الرئيس
الراحل هواري بومدين رحمه الله بصفته رئيس مجلس الثورة القائد العام للقوات
المسلحة آنذاك مرفوق بأعضاء مجلس الثورة و في المنصة المعدة للقاء بين بومدين و
المقاتلين في ساحة العلم حيث قال :
كانت هذه الكلمات مؤثرة في نفوس المقاتلين و حثهم على مواجهة العدو
الصهيوني بشراسة و حزم خاصة عندما قال أنكم حاملين الثورة و الأمير عبد القادر و
الشعب الجزائري على أكتافكم و أطلب منكم الإنتصار أو الإستشهاد و مباشرة توجهنا
إلى المطار العسكري بمدينة بوفاريك التاريخية التي ضربت أروع الأمثلة في التضحيات
و الفداء في مواجهة الجيش الفرنسي الذي لم يستطع دخولها إلا بعد7 سنوات و نصف بعد
إحتلال الجزائر سنة 1830 من شدة المقاومة و هكذا إنطلقنا على أنغام النشيد الوطني
ودعنا أرض الوطن على متن الطائرات المدنية " كارافال " و في نفس الوقت
إنطلقت طائرات النقل العسكري " لوتو نوف " متوجهين جميعا نحو مطار
بنغازي الدولي بالمملكة الليبية آنذاك، هذه إستراتيجية بومدين و تضحية رجال و
لماذا لم نركب في الطيارات العسكرية من مطار بوفاريك و ركبنا طيارات مدنية لأن في
ذلك الوقت كانت المملكة الليبية توجد بها قاعدتين عسكريتين واحدة إنجليزية و أخرى
أمريكية و بطبيعة الحال حماية الأجواء الليبية كلها تحت القواعد المذكورة. و أراد
بومدين أن يحافظ على أرواح المقاتلين في حالة هجوم على الطائرات العسكرية
الجزائرية من جهة و من جهة أخرى القواعد العسكرية الأجنبية في ليبيا لن يضربوا
الطائرات المدنية التي هي تحمل الجنود الجزائريين و طقم الطائرات العسكرية
الجزائرية يعلمون بذلك و لكنهم قاموا بالتضحية متحدين القواعد الأمريكية و كان
الله معاهم و هكذا وصلنا جميعا إلى مطار بنغازي بليبيا و بعد رجوع الطائرات
المدنية إلى الجزائرية و نحن سوف نواصل الرحلة على متن الطائرات العسكرية بقيادة
الطيار الأخ طرابلسي عمار آنذاك .
كل الحقوق محفوظة
يتبع